كطود، وعاليةً كرمح، هتفتْ وهي تُلوّح بيمناها كأنّها ألفُ فارسٍ يُثير النّقع في الميدان، وهي تُنادي عليّ: "يا أحمد... يا أحمد..." فانتبه طائر القلب إلى صوتها، إنّها هي، عظيمةٌ بقدر ما في العظمة من معنى، تابعتْ بصوتٍ يهدر والقاعة كلّها تُنصت لكلماتها الخالِدات، حتّى الجدران خشعتْ وهي تُصغي لكبريائها: "ارفعْ رأسك يا أحمد... ارفع راسك يُمّة".