هذا الكتاب وإن كان رواية حقيقة لبقايا حياة ستة ناجين من كارثة القنبلة الذرية الملقاة على هيروشيما، إلا أنه لا يراد منه مجرد " إمتاع" القارىء " ومؤانسته" بسرد تلك الحكايا، بل هو يمثل كفا تطرق بشيء من العنف صدر القارىء ليتنبه لهذا الذي يراه حوله من بؤس هذه الانسانية حين توكل الى نفسها، وابتذالها لقيمها متى ما تمكنت من سحق من ترى فيه حجر عثرة لمصالحها.
هذا الكتاب إذا لا يصنف بوصفه التقاطة حدثية للحظة تاريخية ما، بل هو تعرية لبهرجة الحضارة الغربية من خلال تلك اللحظة الفارقة التي وصفها مترجم الكتاب وصفاً دقيقا حين قال : ( إنها لحظة من أكثر اللحظات التي انكشف فيها المجتمع الغربي خلقياً، وبانت حقيقة المنظومة الفكرية الحاكمة لحياته، لقد دخلت البشرية بفعل هذا الحدث في العصر النووي، لكن دخلته من أسواء ابوابها).
وكثيرة هي اللحظات الكاشفة الجديرة بالالتقاط قصد التعرية، لندرك من خلالها كيف دشن المجتمع الغربي بمنظوماته الوضعية المؤلهة للانسان عصوراً من الانحطاط سوى هذا العصر النووي!