كتاب «الإسلام بين الشرق والغرب»، هو نتيجة لدراسة واسعة متعددة الجوانب لأبرز الأفكار العالمية في تاريخ البشرية المعاصر. إن ظاهرة نسيان الذات التي تميز بها التاريخ الحديث للعالم الإسلامي، تضع المفكر الشرقي والغربي على السواء في موقف مماثل من هذا الكتاب. فمن خلال الدراسة المقارنة للمقدمات الأساسية والنتائج المترتبة عليها في المجالات الاجتماعية والقانونية والسياسية والثقافية والنفسية، وغيرها من المجالات للأيديولوجيتين اللتين حددتا أقدار الجنس البشري على مدى القرون الأخيرة. من خلال هذه الدراسة يكشف لنا المؤلف عن أعراض المشهد المأساوي المتزايد للتنصير والإلحاد في هذا العالم. فالمسيحية كمثال لظاهرة دينية حضارية ـ أعني دينًا بمعناه الغربي معزولاً عن قانون الوحي ـ هي فكرة شاملة للإبداع والحضارة والفن والأخلاق، وبهذا حلقت المسيحية في روحانية التاريخ. أما الإلحاد الذي يستند إلى مدخل مادي ـ الاشتراكية منظوره العملي والتاريخي ـ هذا الإلحاد هو العامل المشترك للعناصر التطورية والحضارية والسياسية والطوباوية التي تُعنى بالطبيعة المادية للإنسان وتاريخه.