اجتمعت في هذه الرسائل عواطف الحب تتساوق معانيها دون حوادثها على نسق الشعر والفكرة لا على سرد التاريخ والرواية؛ إذ لم يكن الغرض منها حكاية نفسين، بل صفة نفس صريحة لنفس معقدة... فلما ضممت ألفتها وهيأتها للطبع أدرت الرأي فيما أرضاه منها وما لا أرضاه، وما زلت بها على ما يختلط فيها من الحب والبغض حتى خرجت كما يخرج الماء الصافي من الماء الكدر، وجاءت كما ترى: نقية بيضاء ليلها كنهارها.